التدوين و أهميته


"المدونة هي الترجمة العربية لكلمة blog الإنجليزية، التي استخرجت من الكلمتين web log، التي تعني سجل الشبكة. كما أن هناك من يعرب كلمةblog، بالحفاظ عليها كما هي، فيطلق عليه امثلا بلوج في مصر، و بلوق في الخليج العربي، و بلوغ في الشام."


مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

في بادئ الأمر، و قبل أن توجد خدمة التدوين، كان إذا أراد المستخدم أن ينشر شيئا ما على الأنترنت، كيومياته، أو خواطره، أو صوره، أو يعبر عن أفكاره...إلخ و يناقشها مع باقي المستخدمين المهتمين بها، فعليه أن يكون متمكنا من بعض لغات تصميم صفحات الويب، كالهتمل HTML، و البي إتش بي PHP، و حجز إستضافة و إسم نطاق، و هذا ما لم يكن في مقدرة الجميع القيام به؛ لذلك قام بعض مطورو الويب بتطوير خدمة التدوين، التي تعمل من خلال نظام يمكن الجميع، و من دون أن تكون لهم معرفة بتقنيات تصميم صفحات الويب، من نشر تدويناتهم (كل ما يرغبون في نشره)، و التحكم فيها، و التعديل عليها، بملء بعض النماذج و الضغط على بعض الأزرار فقط، و كأنهم يرسلون بريد إلكتروني!.هذا النظام يسمى نظام إدارة المحتوى، و مجموع التدوينات يكون لنا ما نسميه المدونة.


ما هو هذا النظام: نظام إدارة المحتوى؟

تقنيا، المدونة هي تطبيق من تطبيقات الأنترنت، أو ببساطة، هي عبارة عن صفحة ويب، تعمل من خلال نظام إدارة المحتوى، الذي تحدثنا عنه في الأعلى، فهو يسهل عملية النشر، و يمكن من التعديل و الإضافة إلى المحتوى بسهولة، بملء نماذج و ضغط أزرار فقط! و من دون الحاجة إلى معرفة تقنيات تصميم المواقع.

لكي تفهم بشكل واضح ما أريد أن أقوله هنا، أنظر إلى هذه الصوة:

هذه الصورة إلتقطتها لهذه التدوينة، التي تقرأها الآن، عندما كنت أكتبها.

إذا، لكي أنشر هذه التدوينة -هذا الدرس-، لزمني أن أكتب محتواها في المكان المخصص لذلك، و هو الإطار الكبير الذي تراه في الصورة، و تحكمت في شكله (ألوان و أحجام و أشكال الخطوط و الصور...) من خلال الأزرار الموضحة في الصورة، و كأنني أكتبه في البرنامج المكتبي وورد word، و لكي أنشره ضغطت على الزر المخصص لذلك في أسفل الصورة. و انتهيت.

أما لو أني لم ألجأ إلى خدمة التدوين، للزمني أن أكتب كما هائلا من أكواد لغة الهتمل HTM.

لكي ترى هذه الأكواد، إذا كنت على المتصفح أنترنت إكسبلورر Internet explorer، إذهب إلى view->source في شريط القوائم إذا كان بالإنجليزية، أو affichage->source إذا كان بالفرنسية، أنظر في الصورة:

و إذا كنت تستعمل فاير فوكس Firefoxe فاضغط على Ctrl+u.

سيفتح لك ملف نوت باد Notepad يحتوي على كود الصفحة مكتوب بلغة الهتمل:

الآن تستطيع أن ترى المجهود الذي توفره علينا خدمة التدوين.

هذا النظام -نظام إدارة المحتوى- يتحكم فيه المدون -صاحب المدونة-، بنشر تدويناته و التعديل عليها، كما يمكنه التحكم في مظهرها و تغييره حسب رغبته.

آلية النشر هذه، تعزل المستخدم من التعقيدات التقنية الخاصة بالأنترنت و تصميم المواقع، فهو يقوم بالنشر و كأنه يرسل بريد إلكتروني، بالإضافة إلى خاصية التعليقات التي تتيح التفاعل بينه و بين قراء مدونته.


موضوعات و أنواع المدونات

و بالنسبة للتدوينات، فهي عبارة عن نصوص مكتوبة، أو صور، أو فيديوهات، أو خليط منها، و مؤرخة زمنيا، و مرتبة من ألأحدث إلى الأقدم في غالب الأحيان، و لكل منها رابط دائم منذ لحظة نشرها؛ يمكن من الرجوع إليها عندما لا تعود موجودة في صفحة النشر - الصفحة الأولى-.


هناك المدونات التي تتناول موضوعا واحدا، و هناك التي تتناول موضوعات شتى.

فقد تكون عبارة عن:

-يوميات

-خواطر

-إنتاج أدبي

-تعبير عن أفكار و آراء حول قضايا معينة

-نشر أخبار و مقالات متخصصة في مجال معين

كما أن هناك مدونات لها كاتب واحد، و أخرى يتشارك فيها العديد من الكتاب.

و بالنسبة لأنواع المدونات فهناك التي تعتمد أساسا على الصور photoblog، و هناك التي تعتمد على الفيديوهات videoblog(تدوين بالصوت و الصورة)، كما أن هناك التي تجمع بين الكل، كهذه المدونة.


أهمية التدوين

التدوين يعتبر مع البريد الإلكتروني أهم خدمتين ظهرتا على الأنترنت على الإطلاق. و من وجهة نظر علم الإجتماع، فالتدوين هو وسيلة العامة للنشر، الكل يستطيع أن ينشر، حتى و إن لم تكن لهم دراية بتقنيات تصميم صفحات الويب. و قد أدى -التدوين- إلى زيادة دور الشبكة العالمية كوسيلة للتعبير و التواصل أكثر من أي وقت مضى. كما أنه بالإضافة إلى هذا، فهو وسيلة للدعاية و الترويج للأفكار و المشروعات و الحملات المختلفة، كالإنتخابات و جمع التبرعات و الدعوة إلى أفكار و أديان و مذاهب معينة. فهو يمكن المترشح من الترويج لحملته الإنتخابية، و للصحفي من نشر مقالاته الممنوعة بطرق و برامج تخفي هويته على الشبكة، و للجمعيات من جمع التبرعات، و لرجال الدين من الدعوة إلى معتنقاتهم، و للأدباء من نشر أعمالهم... إلخ؛ لهذا ننبه هنا إلى مسألة خطيرة حول التدوين، فهو سلاح ذو حدين، فأعداؤنا لن يتوانو لحظة عن استخدامه ضدنا، بتسميم عقول شبابنا، و نشر فسادهم، و محاربة مبادئنا و قيمنا؛ لذلك فعلى كل من كان متمكنا من شيء ينفع به أمته، في أي مجال كان، أو يرد به باطل المفسدين، فلا يتردد في نشره و دخول هذا العالم المهم، عالم التدوين، فوسيلة النشر هذه بإمكانها أن تحدث تغييرات كبيرة إلى الأفضل في مجتمعاتنا إذا استغلت بشكل صحيح.

0 Comments: